أَرى الناسَ في الدُنيا كَثيراً عَديدُهم ... وَأَكثرُ مِنهُم نُصبَ عَينيَ واحِدُ

أَبا صالِحٍ لا يَطلُبُ الناسُ ماجِداً ... كَأَنتَ فَما فيهم كَمِثلِكَ واحِدُ

خُلِقتَ كَريماً لَم يَخِب مِنكَ سائِلٌ ... وَلا وَجَدَ الحِرمانَ عِندَكَ قاصِدُ

وَهَجَّنتَ كَعباً في السَماحِ وَحاتِماً ... كَما هُجِّنَت في الراحَتين الزَوائدُ

إِذا ما اِستَفدنا مِنكَ مالاً أَفدتَنا ... مِنَ العِلمِ ما تَحوي ذَراهُ الفَوائِدُ

لَقَد زُيِّنَت مِنكَ القُصورُ بِماجِدٍ ... يَلوذُ بِعِطفَيهِ بَنوهُ الأَماجِدُ

كَأَنَّكَ بَدرٌ وَالبَنونَ فَراقِدٌ ... فَدُمتَ وَدامَت في ذَراكَ الفَراقِدُ

بَنو خَيرِ مَن يُنمى إِلى خَيرِ والِدٍ ... فَلِلّهِ مَولُودٌ وَلِلّهِ والِدُ

نُكَرِّمُ ما تَمشي عَلَيهِ مِنَ الثَرى ... فَخَدّي لِتُربٍ تَحتَ نَعلَيكَ حاسِدُ

إِذا قُلتُ شِعراً فيكَ كادَت مَحَبَّةً ... بِلا مُنشِدٍ تَسعى إِلَيكَ القَصائِدُ

مَلأتُ بِها الآفاقَ حَمداً لِماجِدٍ ... زَماني لَهُ مِثلي عَلى الفَضلِ حامِدُ

يَذُبُّ الأَذى عَن عَبدِهِ وَهوَ غافِلُ ... وَيَسهَرُ في مَنفوعِهِ وَهوَ راقِدُ

وَيَدفعُ صَرفَ الدَهرِ عَنهُ بمَنكِبٍ ... شَديدٍ إِذا التَفَّت عَلَيهِ الشَدائِدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015