دوله الموحدين (صفحة 255)

معنويات جند المسلمين، فجاهدوا صابرين محتسبين، طالبين للشهادة على الرغم من أن عدوهم أقبل عليهم بقوة فتية وقيادة مجربة لم تعرف الهزيمة ومهرت في الحروب وخططها.

4 - باشر الأمير المريني في هذه المعركة القتال بنفسه، وقتل عدداً من الإسبان بيده، وهذا يذكرنا بيوسف بن تاشفين ويعقوب المنصور الموحدي، اللذين صنعا نصر الزلاقة ونصر الأرك العظيمين.

5 - أرسل أبو يوسف أعلام النصارى المنكَّسة إلى أعلى منار "القرويين" ومنار جامع الكتبيين بمراكش ليعاينها المسلمون ولترتفع معنوياتهم وتتحطم هيبة النصارى من نفوسهم (?).

لقد اهتز العالم الإسلامي فرحاً وسروراً بهذه الأخبار السارة، فتحركت قرائح الشعراء لتمجيد ذلك العمل العظيم، حيث أرسل ابن اشقيلولة كتاباً للتهنئة إلى السلطان المريني وفيه قصيدة من أبياتها:

هَبَّت بنصركُمُ الرياحُ الأربَعُ ... وسَرَت بسعدكُمُ النجوم الطُّلَّعُ

وأتت لنصركم الملائكُ سُبَّقاً ... حتى أضاق بها الفضاء الأوسعُ

واستبشر الفَلَكُ الأثيرُ تيقُّناُ ... أن الأمور إلى مرادك تَرْجع (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015