دوله الموحدين (صفحة 160)

مصالحها في مدة شهرين (?).

أ- اصلاحاته في منهج دولة الموحدين:

صرح زمن حكمه بعدم صحة الاعتقاد بعصمة بن تومرت (?) وجالس الصلحاء والمحدثين ومال إلى الظاهر، وأعرض عن كتب المالكية، وأحرق مالا يحصى من كتب الفروع (?).

قال عبد الواحد بن علي: كنت بفاس فشهدت الأحمال يؤتى بها، فتحرق، وتهدّد على الاشتغال بالفروع، وأمر الحفاظ بجمع كتاب في الصلاة من "الكتب الخمسة"، و "الموطأ"، ومسند ابن أبي شيبة ومسند البزار وسنن الدّرا قطني وسنن البيهقي وكان يملي ذلك بنفسه على كبار دولته وحفظ ذلك خلق، فكان لمن يحفظه عطاء وخلعة (?). وكان لايحب التعمق في آراء الفقهاء البعيدة عن الدليل، قال مرّة لعبد الواحد بن علي: (أنا انظر في هذه الآراء التي أحدثت في الدين، أرأيت المسألة فيها أقوال، ففي أيّها الحقُّ؟ وأيها يجب أن يأخذ به المقلد؟ فافتتحت أبين له، فقطع كلامي، وقال: ليس إلاّ هذا، وأشار إلى المصحف، أو هذا، وأشار إلى "سنن" أبي داود، أو هذا، وأشار إلى السيف (?) قلت: والذي ينبغي للحاكم أن يوسع دائرة المذاهب، والاطلاع مادمت على أصول أهل السنة والجماعة وهذا مافعله السلطان الكبير والقائد الفذ نور الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015