وبعد فهذا ما يسره الله لي من جمع وترتيب وتحليل تضمنتها فصول هذا الكتاب الذي سميته «دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي»، فما كان فيه من صواب فهو محض فضل الله عليَّ فله الحمد كما ينبغي لجلاله وله الثناء كما يليق بكماله، وله المجد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه, وما كان في هذا الكتاب من خطأ فأستغفر الله تعالى وأتوب إليه، والله ورسوله بريء منه، وحسبي أني كنت حريصاً ألاّ أقع في الخطأ، وعسى ألاّ أحُرم من الأجر، وأدعو الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب إخواني المسلمين, وأن يذكرني من يقرؤه في دعائه, فإن دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب مستجابة إن شاء الله تعالى. وأختم هذا الكتاب بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
[الحشر: 10].
فهذا الكتاب تحدث عن حقبة مهمة من تاريخنا في العراق والشام، فقد قاوم أجدادنا البواسل التغلغل الباطني في الأمة وتصدوا للغزو الخارجي, ولا يزال الصراع مستمراً والغلبة بإذن الله تعالى للإسلام والمسلمين في نهاية المطاف، كما أننا على يقين برجوع العراق إلى أحفاد الصحابة ونور الدين وصلاح الدين وصالحي أهل العراق، كما أن فلسطين سوف ترجع بإذن الله تعالى لأمتنا الإسلامية مهما طال الزمن, وأختم هذا الكتاب بقول الشاعر أحمد بن عقيلان:
أنا مؤمن أن اليهود وإن طغوا ... ستؤول دولتهم إلى أيدينا
والله لن يحظوا بنوم هانئ ... ما دام عرق الدين ينبض فينا
إسلامنا لا يقبل استسلامنا ... اسأل به كسرى وقسطنطينا
واسأل عماد الدين عن حصن الرُّها ... واسأل صلاح الدين عن حطينا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين