إلا ليجزي الله عز وجل لهم الحسنات وهم أموات (?)، ولا شك أن هذا حاصل لهم بإذن الله لأن الله توعد من اغتاب المسلمين أو سبهم بالأخذ من حسناته إلى من سبهم كما في حديث المفلس وفيه: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل أصحابه عن المفلس فقالوا: المفلس فينا من لا دينار له ولا درهم فقال - صلى الله عليه وسلم -: «المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، كأمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ثم يلقي في النار» (?)، فإذا كان هذا ثابتاً لعامة المسلمين فثبوته لصفوتهم وخيرهم وأفضلهم من باب أولى (?).

1 - فضل الخلفاء الراشدين ودرجتهم بين الصحابة: قال -رحمه الله- في فضل الخلفاء الراشدين ودرجتهم بين الصحابة: أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم (?)، وقال: التفضيل يبدأ بأبي بكر وعمر، وعثمان وعلي (?)، وقال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول في التفضيل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (?).

2 - سكوته عما شجر بين الصحابة: ومن اعتقاده -رحمه الله- في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكوته عن كل ما شجر بينهم رضي الله عنهم, وروى رحمه الله بسنده أن عمر بن عبد العزيز سئل عن قتلى صفين فقال: تلك دماء طهر الله منها يدي فلا أحب أن أخضب لساني بها. قال الشافعي رحمه الله معلقاً على هذا القول: هذا حسن جميل لأن سكوت الإنسان عما لا يعنيه هو الصواب (?)، وكان رحمه الله يقول للربيع: اقبل مني ثلاثة أشياء: لا تخض في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن خصمك النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة, ولا تشتغل بالكلام فإني اطلعت من أهل الكلام على أمر عظيم, ولا تشتغل بالنجوم فإنه يجر إلى التعطيل (?).

3 - موقفه من أصحاب الفرق البدعية والشيعة الرافضة: قال البويطي: سألت الشافعي: أصلى خلف الرافضي؟ قال: لا تصل خلف الرافضي ولا القدري ولا المرجئ. قلت: صفهم لنا. قال: من قال الإيمان قول فهو مرجئ, ومن قال: إن أبا بكر وعمر ليسا بإمامين رافضي، ومن جعل المشيئة إلى نفسه فهو قدري (?)، وقال أبو حاتم: سمعت يونس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015