المسترشد بالله كان مكرها على عزل ابن صدقة من وزارته في السنة السابقة (?)،

وظل جلال الدين بن صدقة يلي وزارة الخليفة المسترشد بالله حتى توفي سنة 552هـ وقد قام بدور مهم في مناهضة النفوذ السلجوقي في العراق، فقاد جيشًا لمحاربة السلطان طغرل في سنة 519هـ الذي قصد بغداد وأرغمه على العودة (?)، فلما تولى السلطان محمود السلطنة، حذره السلطان سنجر من الوزير ابن صدقة، ونصحه بالقبض عليه إذا أراد أن يستقر له الحكم (?)، ولما عزم السلطان سنجر على المسير إلى بغداد، وقف الوزير ابن صدقة في وجهه، وكتب إليه يمنعه من القدوم إليها، ويهدده بالحرب إن فعل ذلك (?). ولما مرض هذا الوزير سنة 522هـ عاده الخليفة المسترشد بالله في بيته لما كان له من منزلة رفيعة لديه، وتوفي في العام نفسه (?).

5 - الوزير شرف الدين علي بن طراد الزينبي: أبو القاسم, وكان نقيب النقباء في أيام الخليفة المستظهر بالله وهو أول هاشمي يلي الوزارة لخلفاء بني العباس (?)، كانت له مكانة مرموقة ومنزلة عظيمة، وهو من أصل له حسب ونسب عظيم (?)، وقد امتاز هذا الوزير بصفات حميدة جعلته يتصدر وظائف الدولة المهمة، فقد امتاز بحسن تدبيره للأمور، وكان داهية، شجاعاً، مهيباً (?)، فضلاً عن ذلك كان عالماً محبًا لأهل العلم يقرأ القرآن والحديث، وكان مجلسه عامراً بالفقهاء، ويخلو بنفسه للعبادة (?)، وكان حنفي المذهب بارعاً به (?)، وقد كسب ود الخليفة العباسي المسترشد بالله، فتقرب منه، وبعد وفاة الوزير علي بن صدقة سنة522هـ، ناب على بن طراد الوزارة من بعده ثم بعد مدة قصيرة ولاه الخليفة المسترشد بالله الوزارة (?)، وعندما جلس الوزير في دست الوزارة قال له الخليفة المسترشد بالله: كل من ردت إليه الوزارة شرف بها إلا أنت فإن الوزارة شرفت بك (?)، وبعد مقتل الخليفة المسترشد السلجوقي وتولية الخلافة لأبي عبد الله بن المستظهر بالله، الذي بويع بالخلافة سنة 530هـ وتلقب بالمقتفي لأمر الله استوزر شرف الدين بن طراد الزينبي، فتمتع بسلطة واسعة في وزارته حتى إن الخليفة كان لا يستطيع أن يبت في أمر من أمور الخلافة إلا بمشورته، وبلغ من نفوذه أنه عندما عين الخليفة بعض الموظفين والعمال سنة 534هـ دون أخذ رأيه، استاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015