أولاً: اتصال الأتراك بالعالم الإسلامي:

في عام 22هـ - 642م تحركت الجيوش الإسلامية إلى بلاد الباب لفتحها, وكانت تلك الأراضي يسكنها الأتراك، وهناك التقى قائد الجيش الإسلامي عبد الرحمن بن ربيعة بملك الترك شهربراز، فطلب من عبد الرحمن الصلح وأظهر استعداده للمشاركة في الجيش الإسلامي لمحاربة الأرمن، فأرسله عبد الرحمن إلى القائد العام سراقة بن عمرو، وقد قام شهربراز بمقابلة سراقة فقبل منه ذلك، وكتب للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلمه بالأمر، فوافق على ما فعل، وعلى إثر ذلك عقد الصلح، ولم يقع بين الترك والمسلمين أي قتال، بل سار الجميع إلى بلاد الأرمن لفتحها ونشر الإسلام فيها (?)، وتقدمت الجيوش الإسلامية لفتح البلدان في شمال شرق بلاد فارس حتى تنتشر دعوة الله فيها، بعد سقوط دولة الفرس أمام الجيوش الإسلامية والتي كانت تقف حاجزاً منيعاً أمام الجيوش الإسلامية في تلك البلدان, وبزوال تلك العوائق، ونتيجة للفتوحات الإسلامية، أصبح الباب مفتوحاً أمام تحركات شعوب تلك البلدان والأقاليم ومنهم الأتراك، فتم الاتصال بالشعوب الإسلامية واعتنق الأتراك الإسلام، وانضموا إلى صفوف المجاهدين لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الله (?).

وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم فتح بلاد طبرستان، ثم عبر المسلمون نهر جيحون سنة 31هـ ونزلوا بلاد ما وراء النهر، فدخل كثير من الترك في دين الإسلام، وأصبحوا من المدافعين عنه والمشتركين في الجهاد لنشر دعوة الله بين العالمين (?)، وواصلت الجيوش الإسلامية تقدمها في تلك الأقاليم فتم فتح بلاد بخارى في عهد معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -، وتوغلت تلك الجيوش المظفرة حتى وصلت سمرقند، وما إن ظهر عهد الدولة الراشدية الإسلامية حتى صارت بلاد ما وراء النهر جميعها تحت عدالة الحكم الإسلامي وعاشت تلك الشعوب حضارة إسلامية عريقة (?)، وازداد عدد الأتراك في بلاط الخلفاء والأمراء العباسيين, وشرعوا في تولي المناصب القيادية والإدارية في الدولة، فكان منهم الجند والقادة والكتّاب، وقد التزموا بالهدوء والطاعة حتى نالوا أعلى المراتب، ولما تولى المعتصم العباسي الخلافة فتح الأبواب أمام النفوذ التركي، وأسند إليهم مناصب الدولة القيادية وأصبحوا بذلك يشاركون في تصريف شئون الدولة، وكانت سياسة المعتصم تهدف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015