شهر صفر سنة 330 هـ، بعد عامين وثلاثة أشهر من أسره (?).
وأما رواية ابن الخطيب، فهي بالرغم من إيجازها أقرب الروايات الإسلامية إلى الدقة والحقائق التاريخية؛ فهو يحدد تاريخ الموقعة، ومكانها بدقة، ويصفها " بالوقيعة الشهيرة التي ابتلى الله بها عبد الرحمن ومحصه، والتي أوقعه بها عدو الله رذمير ابن أردون ". فأما تاريخ الموقعة فهو يوم الجمعة 11 شوال سنة 327 هـ (أول أغسطس سنة 939 م)، وقد وقعت على باب شانت منكش (?)، بعد قتال استمر أياماً، تراوحت فيه المغالبة بين الفريقين بأشد ما يكون وأصعبه. ثم كانت للعدو الكرة، فانكشف المسلمون انكشافاً لم يسمع بمثله، وألجأ العدو المسلمين إلى التراجع إلى خندق عميق، هو الذي تنسب إليه الموقعة (فهي تسمى موقعة الخندق (?). فتساقط فيه المسلمون حتى ساووا بين ضفتيه، وانكشف الناصر، واستولى العدو على محلاته، وما فيها من عدة ومتاع، وضاع فيها مصحفه ودرعه (?).
ولدينا من الرواية النصرانية أولا رواية ألفونسو الحكيم في تاريخه العام، وهي رواية موجزة مغرقة معاً، وخلاصتها أن عبد الرحمن ملك قرطبة وابن يحيى ملك سرقسطة، قدما في جيش ضخم إلى أرض الملك راميرو، ووصلا في جيشهما حتى بلدة سيت مانكاس. فلما علم بذلك الملك راميرو خرج لقتالهم وقاتلهم حتى هزم المسلمون، وقتل منهم ثمانون ألفاً، وكان هذا اليوم يوم القديس يوستي والقديس باستور. ويقول لوقا التوجي إنه كان يوم الإثنين. وأسر ابن يحيى.
وهرع المسلمون الآخرون إلى حصن يسمى " الخندق " صلى الله عليه وسلمlfondiga وتركوا كثيراًمن قتلاهم في الميدان. وحاصرهم الملك راميرو في هذا الحصن، وفر منه