(295 هـ - 907 م) وركد أمر بني قسي في الثغر من ذلك الحين. بيد أنهم استمروا في بعض القواعد والحصون حتى قضى الناصر على دولتهم في سنة 312 هـ (924 م). أما الطويل فقد قوى أمره واشتد بأسه، وكان قد تزوج من دونيا سانشا الحسناء ابنة الكونت أسنار أحد سادة أراجون، وحفيدة غرسية إنيجيز ملك نافار. وتعرف الروايات النصرانية، من جراء هذه المصاهرة، محمداً الطويل معرفة حسنة، وتذكره بإفاضة وتسميه " الملك الطويل " (?). وعكف الطويل بعد ذلك على الإغارة على الأراضي النصرانية المجاورة، فخرج في سنة 296 هـ (908 م) إلى منطقة بليارش، وعاث فيها وقتل كثيراً من النصارى، واستولى على حصن روطة وهدمه، ثم استولى على حصن منت بطروش. وفي العام التالي خرج الطويل إلى منطقة بليارش مرة أخرى، وعاد مثقلا بالغنائم والسبي (?).
ولما رأى عبد الله بن لب قوة الطويل واشتداد بأسه، آثر مهادنته، وفي أواخر سنة 298 هـ (911 م) تحالف الإثنان على غزو نافار والزحف إلى عاصمتها بنبلونة، وسار كل منهما في طريق مستقل، وأغار الطويل على بعض الحصون، وهدم الكنائس، ولكنه ارتد حينما علم بأن سانشو ملك نافار يسير لقتاله. وغزا عبد الله في طريقه حصوناً أخرى، وقتل وسبى كثيراً من النصارى. وفي العام التالي (912 م) غزا الطويل أراضي برشلونة ونشبت بينه وبين صاحبها الكونت سنير Sunier معركة هزم فيها الكونت وقتل كثير من أصحابه (?)، ولكن الطويل لم يلبث أن قتل في العام التالي (301 هـ - 913 م). والظاهر أنه قتل خلال غزوة أخرى قام بها في قطلونية (?)، فخلفه أولاده في حكم أراضيه (?).