ومنه:
تجنت فجن فى الهوى كل عاقل ... رآها وأحوال المحب جنون
وما وعدت إلا غلت فى مطالها ... كذلك وعد الغانيات يكون
ومنه فى الحكم:
مهلا فما شيم الوفا منقادة ... لمن ابتغى من نيلها أوطارا
رتب المعالى لا تنال بحية ... يوماً ولو جهد الفتى أوطارا
وقال يتشوق إلى حمراء غرناطة:
دامت على الحمراء حمر مدامعى ... والقلب فيما بين ذلك ذائب
طال المدى بى عنهم ولربما ... قد عاد من بعد الإطالة غائب
...
وظهر من أقطاب اللغة فى تلك الفترة عدة، منهم أبو بكر محمد بن إدريس الفرانى القضاعى المتوفى سنة 707 هـ (1307 م). وقد كتب فى علم العروض كتاب "الختام المفضوض عن خلاصة علم العروض" ومنه نسخة بمكتبة الإسكوريال (?).
ومنهم أبو جعفر أحمد بن ابراهيم بن الزبير الحافظ النحوى شيخ ابن الخطيب الأب، وقد ولد بجيان سنة 626 هـ وتوفى سنة 708 هـ (1308 م). قال ابن الخطيب فى حقه: "انتهت إليه رياسة العربية بالأندلس"؛ وكان عالماً بالقرآن والحديث، مجيداً للنثر والنظم، ولى القضاء بغرناطة، واتصل بسلطانها الأمير أبى عبد الله محمد بن محمد بن الأحمر فأكرم مثواه، وقد صنف كتباً عدة فى مختلف الفنون، ومن آثاره المنشورة كتاب "صلة الصلة" الذى ألفه ذيلا على كتاب الصلة لابن بشكوال (?).
ومنهم أبو الحسن على بن يحيى الفزارى المالقى المعروف بابن البرزى المتوفى سنة 750 هـ (1349 م)، وكان بارعاً فى اللغة، وله شعر يصفه ابن الخطيب بالضعف والهزال.
ومنهم أبو عبد الله محمد بن على الفخّار البيرى، كان شيخ النحاة بالأندلس فى عصره؛ درس عليه الكثيرون ومنهم ابن الخطيب وابن زمرك، وقد وصفه