بقتله متأثراً بتحريض خصومه، وأحرقت كتبه فى موضع قتله، وذلك فى سنة 659 هـ (1260 م). ولابن الأبار كثير من الشعر الجيد. ومن قوله فى الغزل:
لم تدر ما خلدت عيناك فى خلدى ... من الغرام ولا ما كابدت كبدى
أفديك من رائد رام الدنو فلم ... يسطعه من فرق فى القلب متقد
خاف العيون فوافانى على عجل ... معطلا جيده إلا من الجيد
ومنه يصف نهراً:
ونهر كما ذابت سبائك فضة ... حكى بمجانيه العطاف الأراقم
إذا الشفق استولى عليه احمراره ... تراءى قضيباً مثل دامى الصوارم
وكتب ابن الأبار فى الأدب والتاريخ. ومن آثاره تكملة كتاب الصلة لابن بشكوال، ترجم فيها لأعيان أهل الأندلس وعلمائها وشعرائها. وله أيضاً كتاب الحلة السيراء، ترجم فيها لطائفة مختارة من أعيان الأندلس من أمراء ووزراء وكتاب وشعراء، وهو قيم جداً بالنسبة لتاريخ الطوائف وتاريخ عصره (?). وله مؤلفات أخرى مثل كتاب تحفة القادم، وفيه يقدم طائفة مختارة من نظم شعراء الأندلس الذين سبقت وفاتهم مولده، وبعض الطارئين عليها من الغرباء، وإيماض البرق؛ وكتاب الإعتاب، أو إعتاب الكتاب، ويشتمل على تراجم طائفة من كتاب الأندلس وبعض الكتاب المشارقة، وغيرها، وهى آثار وصل معظمها إلينا (?).
ومنهم أبو الطيب صالح بن شريف الرندى. وكان أديباً شاعراً جزلا. بيد أننا لا نعرف كثيراً من حياته، ولانعرف إلا أنه كانت من أهل رندة كما يدل على ذلك لقبه، وقد ولد بها فى سنة 601 هـ، وتوفى سنة 684 هـ. ويصفه ابن عبد الملك فى "التكملة" أنه "خاتمة أدباء الأندلس". وكان بارعاً فى النثر والنظم معاً.