شعره فى الأندلس، وكتب فوق ذلك عدة كتب فى الأدب (?).
ومنهم ابن مرج الكحل، وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن على، أصله من جزيرة شُقر، وكان من شعراء عصره. وبرع بنوع خاص فى الغزل والشعر الوصفى المبتكر، وعاش حيناً فى غرناطة، وذاع صيته فى سائر نواحى الأندلس، وتوفى سنة 633 هـ (1235 م). ومن شعره يصف عشة، بنهر الفنداق الذى يمر بلوشة:
عرج بمنعرج الكثيب الأعفر ... بين الفرات وبين شط الكوثر
ولتغتبقها قهوة ذهبية ... من راحتى أحوى المراشف أحور
والروض بين مفضض ومذهّب ... والزهر بين مدرهم ومدنّر
والنهر مرقوم الأباطح والربا ... بمصندل من زهره ومعصفر
وكأنه وكأن خضرة شطه ... سيف يسيل على بساط أخضر
وكان ذاك الحباب فرنده ... مهما طفا فى صفحه كالجوهر (?).
ومنهم عزيز بن عبد الملك القيسى؛ كان من أعيان مرسية واشترك فى حوادثها السياسية، واستطاع أن يظفر بإمارتها لمدى قصير، وتوفى سنة 638 هـ (1240 م) قتيلا، فى معركة نشبت بينه وبين خصومه، وكان شاعراً مجيداً، ومن قوله عندما حلت به المحنة:
ْنصحت فلم أفلح وخانوا فأفلحوا ... فأعقبنى نصحى بدار هوان (?).
ومنهم علىّ بن ابراهيم بن على المعروف بابن الفخار، أصله من شريش وكان من أعلام الكتابة والنظم وتولى القضاء حيناً، وتوفى سنة 642 هـ (1244 م) (?).
ومنهم إبراهيم بن سهل الإشبيلى. وقد كان يهودياً ثم أسلم، وبرع فى الشعر ولاسيما فى التوشيح، ومن أبدع شعره قصيدة طويلة نظمها فى مدح النبى. وقد توفى غريقاً فى النهر، وهو شاب فى عنفوانه، وذلك سنة 649 هـ (1251 م).
ومن شعره قوله:
مضى الوصل إلا منية تبعث الأسى ... أدارى بها همى إذا الليل عسعسا