اقتسمت هذه القبائل أملاك رومة الغربية، واستولت على إيطاليا وفرنسا واسبانيا وكانت اسبانيا من نصيب القوط.
والقوط هم إحدى هذه القبائل أو الشعوب البربرية. التي هبطت من شمال أوربا، وقوضت صروح الإمبراطورية الرومانية. وتقول الأساطير القديمة إنهم نزحوا من اسكندناوة، وهي رواية يؤيدها كثير من القرائن والشواهد. ويذكر المؤرخ تاسيتوس أنهم كانوا منذ ظهور النصرانية إلى أواخر القرن الثاني، يسكنون شواطىء البلطيق الجنوبية، وأن قبائل عديدة من الوندال كانت تسكن على ضفاف نهر "أودر". وهنالك من المشابهات بين القوط والوندال، في الدين والعادات والأخلاق والتقاليد، ما يدل على أنهما يرجعان في الأصل إلى شعب أو جنس عظيم واحد. وفي عهد الإمبراطور اسكندر سيفروس (222 - 235 م) ظهرت طلائع القوط في ولاية "داسيا" (?) الرومانية، وأغارت على بعض مدنها، وكان هذا نزوحهم الثاني حيث استقروا عندئذ في إقليم " اليوكرين ". وفي عهد الإمبراطور ديسيوس عبروا نهر الدانوب وخربوا ولاية ميزيا (?) الرومانية، ثم تقدموا إلى قلب البلقان، فسار ديسيوس لقتالهم ولكنه هزم ومزق جيشه (250 م) وسار القوط إلى اليونان فعاثوا فيها وخربوها. ولم ينقطع عيثهم حتى نشط الإمبراطور قسطنطين الكبير لقتالهم ورد عدوانهم، فحاربهم في عدة مواقع وهزمهم هزيمة شديدة، وردهم إلى أقاصي داسيا (سنة 322 م) وفرض عليهم شروطا فادحة. ثم حاربهم الإمبراطور فالينس قيصر قسطنطينية وهزمهم في سنة 369 م. وفي سنة 375 م زحف الهون من المشرق على القوط ومزقوهم، ففروا إلى ضفاف الدانوب. واستغاثوا بالإمبراطور وطلبوا الدخول في طاعته، فأجابهم إلى ذلك، واستقروا حيناً في ولاية تراقية، ولكنهم ثاروا مراراً من جراء قسوة الحكام الرومانيين وعسفهم (?).
وفي عهد الإمبراطور هونوريوس، قام القوط بثورة أعظم وأبعد أثرا بقيادة زعيمهم " ألاريك "، وخربوا تراقية واليونان، ثم عبروا إلى إيطاليا