صور من عدة وثائق موجهة من هؤلاء الأمراء إلى الإمبراطور شرلكان، يستنصرون به، ويقطعون العهد على أنفسهم بطاعته، والانضواء تحت حمايته، وهى تدلى بموضوعها وأسلوبها بما انتهت إليه الجبهة الإسلامية فى المغرب فى هذا العهد من التخاذل والتفرق المؤلم (?).
وفى سنة 1559 قام أمير البحر التركى طرغود، الذى خلف خير الدين فى الرياسة، بغارة كبيرة على الشواطىء الإسبانية، واستطاع أن يحمل معه ألفى وخمسمائة موريسكى؛ وفى سنة 1570، استطاعت السفن المغيرة أن تحمل معها جميع الموريسكيين فى بالميرا. وفى سنة 1584 سار أسطول من الجزائر إلى ثغر بلنسية وحمل ألفين وثلاثمائة. وفى العام التالى استطاعت السفن المغيرة أن تحمل جميع سكان مدينة كالوسا. وبلغت الغارات البحرية التى وقعت على الشواطىء الإسبانية بين سنتى 1528 و 1584 ثلاثاً وثلاثين. هذا عدا الغارات المحلية التى كانت تقوم بها سفن صغيرة لحمل جماعات من الموريسكيين المهاجرين. وقد وصف لنا الكاتب الإسبانى الكبير ثرفانتيس هذه الغارات البحرية المروعة فى صور مثيرة شائقة، ولا غرو فقد كان هو أيضاً من ضحاياها، إذ أسر فى الغارات التى وقعت سنة 1575، وحمل أسيراً إلى الجزائر، ولبث يوسف فى سنة بضعة أعوام حتى تم افتداؤه فى سنة 1580 (?).
وكان ممن عملوا فى الجهاد فى البحر فى ذلك الحين ضد الإسبان بعض أكابر الزعماء الموريسكيين المنفيين الذين غدوا من أثر الاضطهاد من ألد أعداء اسبانيا مثل الريس بلانكيو رضي الله عنهlanquillo، والريس أحمد أبو على من أشونية، ومراد الكبير جواديانو من مدينة ثيوداد ريال (المدينة الملكية) وغيرهم. وقد أبلى هؤلاء