وِرداً فمضمون نجاح المصدر ... هى عزة الدنيا وفوز المحشر

نادى الجهاد بكم بنصر مضمر ... يبدونكم بين القنا والضُّمَّر

خلوا الديار لدار عز واركبوا ... عبر العجاج إلى النعيم الأخضر

وتسوغوا كدر المناهل فى السرى ... ترووا بماء الحوض غير مكدر

يا معشر العرب الذين توارثوا ... شيم الحمية كابراً عن أكبر

إن الإله قد اشترى أرواحكم ... بيعوا ويهنئكم وفاء المشترى

أنتم أحق بنصر دين نبيكم ... ولكم تمهد فى قديم الأعصر

أنتم بنيتم ركنه فلتدعموا ... ذاك البناء بكل لدن أسمر (?).

وطال حصار إشبيلية زهاء ثمانية عشر شهراً، وأبدى المسلمون آيات من البسالة والجلد فى الدفاع عن حاضرتهم، ولكن هذه البسالة لم تغن شيئاً أمام عزم النصارى وتصميمهم. وأخيراً اضطر الإشبيليون إلى قبول مصيرهم المحتوم، وارتضوا تسليم المدينة، على أن يؤمن المسلمون فى أنفسهم وأموالهم، وأن يمهلوا شهراً لتسوية شئونهم وإخلاء دورهم والتأهب للرحيل، ووضع ملك قشتالة الترتيبات اللازمة لنقل أهل المدينة بالبر والبحر إلى الجهات التى يقصدونها. وفى 23 ديسمبر سنة 1248 م (أوائل رمضان سنة 646 هـ) دخل فرناندو الثالث مدينة إشبيلية فى موكب فخم، وذلك بعد أن حكمها المسلمون أكثر من خمسة قرون، وحكمها الموحدون زهاء قرن. وفى الحال حوّل مسجدها الجامع إلى كنيسة، وأزيلت منها معالم الإسلام بسرعة، وتفرق معظم أهلها المسلمين فى الحواضر الإسلامية الباقية، ولا سيما غرناطة. وكان سقوط إشبيلية إيذاناً بسقوط سائر المدن والحصون الإسلامية الواقعة فيما بينها وبين مصب الوادى الكبير وفى المناطق المجاورة. وهكذا استولى للنصارى تباعاً على شريش وشذونة وقادس وشلوقة وغليانة وروضة أوروطة وأركش وثغر شنتمرية (?)، وغيرها من قواعد الوادى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015