وأن يشهد اجتماع مجلس قشتالة النيابى (الكورتيس)، باعتباره من الأمراء التابعين للعرش (?). وسلم ابن الأحمر إلى فرناندو جيّان وأرجونة وبركونة وبيغ والحجار وقلعة جابر (?) رهينة بحسن طاعته، ونزل له عن أرض الفرنتيرة لعجزه عن الاحتفاظ بها (?). وفى مقابل هذا الثمن الفادح عقد ملك قشتالة السلم مع ابن الأحمر لمدة عشرين سنة، وأقره على ما بقى بيده من القواعد والحصون (643 هـ - 1245 م) (?). وهكذا أمنت غرناطة شر العدوان مدى حين، وقبل ابن الأحمر أن يضحى استقلاله السياسى وهيبته الأدبية احتفاظاً بأراضيه، وتطلعاً إلى ظروف أفضل يستطيع فيها النضال والصمود.
وفى تلك الفترة العصيبة، كانت الفتنة تمزق ما بقى من أوصال الأندلس، ويهرع الزعماء المسلمون الأصاغر، إلى مصانعة ملك قشتالة والانضواء تحت لوائه، وكانت اسبانيا النصرانية قد انتهت من الاستيلاء على الولايات الشرقية كلها، ولم يبق عليها سوى التهام الولايات الغربية. ولم يكن مثل ابن الأحمر وهو أعظم زعماء الأندلس يومئذ، مشجعاً على غير هذا المسلك المؤلم. ففى سنة 645 هـ (1247 م) نزل القاضى ابن محفوظ وهو من زعماء الغرب لملك قشتالة عن مدينة طبيرة، والعلى، وشلب، والخزا نة، ومرشوشة، وبطرنا، والحرة (?). وكان فرناندو الثالث يتأهب فى تلك الآونة ذاتها، لافتتاح إشبيلية أعظم القواعد الأندلسية. وكان قد استطاع قبل ذلك بأشهر أن يستولى على مدينة قرمونة حصن إشبيلية الأمامى، وذلك بمعاونة محمد بن الأحمر، وفقاً للتحالف المعقود بينهما، ثم عمد