وقال أبو الحجاج يوسف بن سعيد:
أغرناطة العلياء بالله خبرى ... أَلِلْهائم الباكى إليك طريق
وما شاقنى إلا نضارة منظر ... وبهجة واد للعيون تروق
تأمل إذا أملت " حوز مؤمل " (?) ... ومد من الحمراء عليك شقيق
وأعلامه نجد والسبيكة قد علت ... وللشفق الأعلى تلوح بروق
وقد سل شَنيل فرندا مهندا ... يضىء فوق درٍّ ذُرَّ فيه عقيق
وقال آخر:
غرناطة ما لها نظير ... ما مصر ما الشام ما العراق
ما هي إلا العروس تجلى ... والأرض من جملة الصداق
أما اليوم فقد غدت غرناطة مدينة متواضعة لا يزيد سكانها على مائة وثلاثين ألفاً. وهي عاصمة الولاية الأندلسية المسماة بنفس الإسم. وبالرغم من أنها قد فقدت بهاءها السالف، فإنها مازالت، تتشح بطابع خاص من التحفظ والنبل المؤثر. وقد اختفت معظم خططها الإسلامية، وقامت على أنقاضها مدينة أوربية حديثة. بيد أن غرناطة مازالت مع ذلك تحتفظ ببقية من صروحها ومعالمها الأندلسية، وتجتمع هذه البقية بالأخص في قسمها الشرقى حيث تربض أبراج "الحمراء" فوق هضبتها العالية، وأعظم آثارها الإسلامية الباقية هو بلا ريب قصر الحمراء الملكى الذي مازال يحتفظ بكثير من روعته القديمة، وقصر "جنة العريف" صلى الله عليه وسلمl Generalife الواقع في شرقه على مسافة قليلة، وقد كان مصيفاً لملوك غرناطة، وبقية ضئيلة من "قصر شنيل" صلى الله عليه وسلمlcazar Genil (?) ، وهي تقع في ضاحية أرملة (أرمليا) على مقربة من شنيل، و "الخان" صلى الله عليه وسلمlhondiga، وهو ذو عقد عربى رائع، ويقع على مقربة من دار البريد القديمة. أما المسجد الجامع وبقية المساجد الأخرى فقد هدمت جميعاً وقامت على أنقاضها الكنائس. وأما ما بقى من خططها الإسلامية، فهو ظاهر بالأخص في "حي البيازين" صلى الله عليه وسلمlbaicia الواقع في شمالها