والوسائل العلاجية، ثم غادر الأندلس، وطاف بأنحاء المغرب باحثا عن الفصائل النباتية دارسا لخصائصها، ثم قصد إلى مصر أيام الملك الكامل فدخل طبيبا في خدمته، ثم خدم ابنه الملك الصالح من بعده، وعنى بدراسة النبات والأعشاب في مصر والشام وآسيا الصغرى، وبلاد اليونان. ووضع في ذلك كتابين، هما: " كتاب الجامع في الأدوية المفردة " تناول فيه الأدوية النباتية المعروفة في عصره، ورتبها على حروف المعجم، " وكتاب المغنى في الأدوية المفردة " وهو مرتب على أبواب معالجة الأعضاء. وله أيضاً كتاب " الأفعال الغريبة والخواص العجيبة ". وكان ممن تتلمذ على ابن البيطار ودرس عليه، العلامة الطبيب ابن أبي أصيبعة صاحب معجم طبقات الأطباء، وقد أشاد ببراعته وغزارة علمه، ودقة فهمه لكتب الأقدمين. وتوفي ابن البيطار بدمشق سنة 646 هـ (?).

ونبغ في تلك الفترة كذلك عدة من علماء الرياضيات والفلك، نذكر منهم: عبد الله بن محمد بن سهل الضرير، من أهل غرناطة. درس القراءات والحديث، وبرع في العربية والآداب. ولكنه مال كذلك إلى العلوم الرياضية، وأخذها من بعض أصحاب أبي بكر بن الصائغ (ابن باجة). واستدعاه الأمير محمد بن سعد أمير الشرق لتأديب ولده فسكن مرسية وقتا. ولما تفاقمت الحوادث شغل عنه، فبقى مضاعا إلى أن توفي بها في أواخر سنة 571 هـ (?).

وأبو اسحق نور الدين البطروجي المراكشي، تلميذ الفيلسوف ابن طفيل، وقد برع في العلوم الطبيعية والفلك، وحاول أن يصحح أخطاء الطريقة البطلمية في الأفلاك بوضع شرح جديد للدورة الفلكية، ويعرف البطروجى عند علماء الغرب باسمه اللاتينى صلى الله عليه وسلمlpetragius، وقد توفي بإشبيلية في سنة 601 هـ.

وعبد الله بن محمد بن حجاج من أهل فاس، ويعرف بابن الياسمين، وهو من قبيلة أساسة البربرية النازلة في أحواز فاس، أخذ عن أبيه عبد الله بن قاسم علم الحساب والعدد وبرع فيه، وعبر إلى الأندلس فأتم بها دراسته. وله أرجوزة في علم الجبر، وخدم البلاط الموحدي بمراكش، وكانت له فيه حظوة. وتوفي قتيلا بمراكش سنة 601 هـ (?).

ومحمد بن بكر بن محمد عبد الرحمن بن بكر الفهري من أهل بلنسية، كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015