بابن فرتون، عنى بالتاريخ والسير، وتراجم الرجال، إلى جانب عنايته بالحديث، وألف مجموعا في التراجم عنوانه " الذيل "، وتوفي بسبتة في شعبان سنة 660 هـ (?).

ونبغ في أواخر العصر الموحدي، وتجاوزه بقليل عدة من المؤرخين، وأصحاب المعاجم والسير، التي كانت من أخصب مصادرنا في كتابة تاريخ العصر الموحدي وتراجم رجاله، وفي مقدمة هؤلاء أبو عبد الله محمد المراكشي المعروف بابن عذارى صاحب الموسوعة الجليلة في تاريخ المغرب والأندلس، " البيان المغرب "، وهي التي كانت من أهم وأوثق مصادرنا. وقد أشرنا إليها وإلى أهميتها في بداية هذا الكتاب، في الفصل الذي كتبناه عن " المصادر ". أما عن حياة ابن عذارى فلسنا نعرف الكثير، ولا نعرف إلا أنه عاش في النصف الثاني من القرن السابع وأوائل القرن الثامن، وكان حيا في سنة 712 هـ، حسبما يذكر لنا ذلك في مؤلفه، وربما توفي بعد ذلك بقليل (?).

وابن القطان صاحب كتاب " نظم الجمان "، وقد كان حيا في عصر الخليفة المرتضى، وقد أشرنا إلى ذلك في فصل المصادر.

وأحمد بن ابراهيم بن الزبير بن الحسن بن الحسين بن الزبير، الشهير بابن الزبير، وهو أندلسي من أهل جيان ولد بها سنة 627 هـ، وتوفي بغرناطة سنة 708 هـ، وكان محدثا متقنا. وقد ترك لنا مجموعة نفيسة من التراجم عنوانها ْ" صلة الصلة " مذيلا بها على صلة ابن بشكوال، ومنها كثير من التراجم لرجال العصرين المرابطي والموحدي (?). وأبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن محمد بن سعيد الأنصاري الأوسي، المراكشي، وقد كان فقيهاً جليلاً، ومؤرخاً ثقة، تولى قضاء الجماعة حينا. ويصفه ابن الخطيب خلال ترجمته لولده " بقاضى القضاة، نسيج وحده الإمام العالم التاريخى المتبحر في الأدب " (?)، وقد ترك لنا ابن عبد الملك موسوعة من أجل موسوعات التراجم لرجالات المغرب والأندلس، تشغل عدة مجلدات كبيرة، وتوجد منها نحو خمسة مجلدات، مبعثرة بالمتحف البريطاني، والمكتبة الوطنية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015