عصره، وألمع شعرائه، ويقول ابن الأبار إن ابن الصابونى كان شاعر وقته، ويقول أيضاً إن الآداب ذهبت بذهابه، وختمت الأندلس شعراءها به. وهو قول يحمل طابع المبالغة. ورحل ابن الصابونى إلى المشرق فتوفى بالإسكندرية، وهو في طريقه إلى القاهرة، وذلك في سنة 640 هـ.

ومن نظمه قصيدته المشهورة في مدح عزيز بن عبد الملك بن خطاب والي مرسية، حين وفد عليه في سنة 632 هـ، وهذا مطلعها:

أهلا بطيف خيال منك منساب ... أزال عتبك عندى حين إعتابى

ومنها:

لا درّ درُّ ليالى البعد من زمن ... يطول فيه اجتراع الصب للصاب

نابت صروف نبابى عندها وطنى ... قرعت بابى لها من رحلى الناب

جوابة الأرض لا ألوى على سكن ... تشجى الركاب وتجرى بى لتجواب

ومن قوله من قصيدة:

أقسم فرق الليل عن سنة الضحى ... وأهبط خصر القاع من كفل الدعص

إلى أن أرى يرقا إذا شمت وجهه ... رأيت جبين البدر مكتمل القرص (?).

وطلحة بن يعقوب بن محمد بن خلف بن يونس بن طلحة الأنصاري من أهل شاطبة، وأصله من جزيرة شقر. كان كاتبا بليغا، وشاعراً مجيداً، أخذ عن أشياخ عصره، ورُوى عنه. وتوفي في رمضان سنة 618 هـ (?).

ومحمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ .. بن عيسى بن أصبغ، ويعرف بابن المناصف، أصلهم من قرطبة، وخرج أبوه منها أيام الثورة على المرابطين، واستوطن إفريقية، وبها نشأ ولده هذا. وكان عالما متمكنا من الفقه مع حظ وافر من اللغة والأدب، وقرض الشعر الجيد. وله أراجيز في عدة فنون منها " الدرة السنية في المعالم السنية ". وألف كتاب " الإنجاد في الجهاد " وكتاب " الأحكام "، وفي أواخر حياته ولى قضاء بلنسية، ثم قضاء مرسية، ولما صرف عن القضاء عاد إلى المغرب وتوفي بمراكش في شهر ربيع الآخر سنة 620 هـ (?).

وعلي بن محمد بن أحمد بن حريق من أهل بلنسية، كان بارعا في اللغة

والأدب، حافظا لأشعار العرب، وأيامها، شاعراً مجيداً، وافر الإنتاج، ذاع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015