542 هـ (1147 م) غادرها إلى مرسية، وعاش بها وقتا في خمول وضعة، ثم غادرها إلى مالقة، ولكنه لم يجد بها طيب المستقر، فعبر البحر إلى العدوة، ونزل بمدينة فاس وأقام بها مدة، ثم انتقل منها إلى سبتة، فاستوطنها، وهو عاكف على إقراء القرآن وتدريس الحديث، وسار ذكره، وبعد صيته، حتى قصد إليه الناس من كل صوب للأخذ عنه، واستدعاه الخليفة، أبو يعقوب يوسف، إلى مراكش، ليسمع بها، فقصد إليها وأقام بها مدة، ثم استأذن في العود إلى سبتة وقضى بها بقية حياته. حدث عنه عدد كبير من جلة العلماء من الأندلس والمغرب. وكان مولده بحصن قنجاير على مقربة من ألمرية في سنة 505 هـ، وتوفي بسبتة في شهر المحرم، وقيل في صفر سنة 591 هـ (?).

ومحمد بن عبد الكريم الفندلاوى من أهل مدينة فاس، ويعرف بابن الكتانى، كان إماما في علم الكلام وأصول الفقه، وعكف على تدريسهما طول حياته، وكان له معرفة بالآداب، وله رجز في أصول الفقه، وروى عنه جماعة من أهل المغرب، وتوفي سنة 596 هـ (?).

وأحمد بن سلمة بن أحمد بن يوسف بن سلمة الأنصارى من أهل لورقة، وسكن تلمسان، ويعرف بابن الصيقل. درس الحديث وبرع في صناعته، وروى عن ابن الدباغ، وابن بشكوال، وابن خير، وابن الجد، وغيرهم من الأقطاب، وكان من أهل الضبط والإتقان. حدث، وسمع منه الكثير، وذكر لنا ابن الأبار أن شيخه أبا الربيع بن سالم كبير علماء بلنسية في عصره، كان يطنب في الثناء عليه. وتوفي في المحرم سنة 598 هـ (?).

ومحمد بن أحمد بن عبد الملك بن موسى بن محمد بن مروان بن خطاب ابن عبد الجبار، ويعرف بابن أبي جمرة، من أهل مرسية. درس الفقه والحديث على أقطاب عصره، وعنى بالرأى وحفظه، وولي خطة الشورى، وهو شاب في الحادية والعشرين أيام إمامة القاضي ابن أبي جعفر، ثم في ظل إمارة محمد بن سعد، واستمر فيها وقتا، وكان أول من شاوره من القضاة أبو الحسن بن برطلة. ثم ولى قضاء مرسية وبلنسية وشاطبة وأوريولة في أوقات مختلفة. وكان حافظاً متقناً، وفقيهاً بارعاً، بصيراً بمذهب مالك، متخصصاً في تدريسه، عدلاً دقيقاً في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015