وهكذا وضعت في مجلس لاميجو أسس مملكة البرتغال الجديدة، التي تحولت من كونتية أو إمارة صغيرة قامت في ظروف متواضعة لتكون ولاية تابعة إلى مملكة قوية، تأخذ منذ الآن مكانها في تاريخ اسبانيا النصرانية، وتقوم منذ الآن فصاعداً بنصيب بارز من النضال المرير المستمر بين إسبانيا النصرانية وإسبانيا المسلمة، وتدفع رقعتها تباعاً على حساب القواعد والأراضي الإسلامية في ولاية الغرب الأندلسية.

وعنى الملك ألفونسو هنريكيز كذلك بأمر جماعات الفرسان الدينية، إذ شعر بأهميتها، وخطرها في محاربة المسلمين، وكانت طلائع فرسان الداوية، وفرسان القديس يوحنا قد ظهرت قبل ذلك، واشتركت في كثير من المعارك التي تنشب بين البرتغاليين والمسلمين. وفي سنة 1158 م، أنشأ ألفونسو هنريكيز جماعة دينية جديدة سميت بالجماعة المحاربة الجديدة Nova Militia، ووضعت لها نظم كنظم فرسان قلعة رباح، وشعارها الجهاد من أجل الدين المسيحي، وألا يدخروا وسعاً في مقاتلة المسلمين، وألا يتزوجوا، وعين دون بيدرو أخو الملك، أول أستاذ أعظم للجماعة. ولما نجحت هذه الجماعة في سنة 1166 م، في الاستيلاء على يابُرة من أيدي المسلمين بقيادة الفارس المغامر جيرالدو الباسل (سمبافور)، سموا " بفرسان يابرة ". ثم سموا فيما بعد " بفرسان آفيس " وذلك حينما منحهم الملك ألفونسو الثاني القلعة المسماة بهذا الاسم في سنة 1211 م.

ويعرف الملك ألفونسو هنريكيز، منشىء مملكة البرتغال، في الرواية العربية بصاحب قلمرية أو قلنبرية (?)، إذ كانت قلمرية في البداية عاصمة البرتغال، ويعرف كذلك بابن الرنق وابن الرنك أو ابن الريق (?) أعني ابن هنري أو إنريكي (وهنريكيز معناها ابن هنري، وهو هنري البرجوني والد ألفونسو).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015