وأعظمهم صبراً، وكان ينام على طارقته بغير وطاء " (?). وأما عن خلال ألفونسو الشخصية، فتختلف الرواية النصرانية، فنراه يوصف في التواريخ الأرجونية بالإيمان والتقوى، والفروسية، ورعاية الكنائس والأحبار، ولكن التواريخ القشتالية تصفه بالعكس بالجبروت والغدر والإلحاد، وشغف العدوان على حرمة الكنائس والأديار، وعلى محتوياتها المقدسة، وأنه في- حروبه مع النصارى لم يكن يفر الأحبار ولا النساء من عدوانه. ولم يكن يكبح جماح جنده عن ارتكاب مختلف ضروب الإثم والمنكر (?).

وكان ألفونسو المحارب، قبيل وفاته بثلاثة أعوام قد كتب وصيته حول مصير مملكته، وكانت أغرب وصية يمكن تصورها. ذلك أنه أوصى فيها بأن تقسم مملكته الكبيرة إلى ثلاثة أقسام، الأول يخصص لسلام روح والده ووالدته، وللتكفير عن زلاته، ولكي يظفر بمكان في جنة الله، وللقبر المقدس وسدنته وخدمه، والثاني يخصص للفقراء وفرسان الأسبتارية ببيت المقدس. والثالث يخصص لفرسان المعبد (الداوية) باعتبارهم حماة النصرانية في معبد المسيح (?).

وقد ظهر فرسان الداوية قبل ذلك بأعوام قلائل في إمارة برشلونة، وكان أميرها رامون برنجير الثالث، أول من شجعهم على القيام في إمارته، وحاول ألفونسو المحارب قبل وفاته بقليل أن ينشىء جمعية فرسان دينية على غرار جماعة بيت المقدس، فلم ينجح لمعارضة الأشراف، ولكنه لبث يحتضن مشروعه حتى توفي حسبما بدا ذلك في وصيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015