بالأندلس والشرق، وكان متصوفاً زاهداً، أديباً شاعراً، وله عدة تصانيف منها كتاب " الكواكب " وكتاب " النجم من كلام سيد العرب واللعجم " وكتاب " الغرر من كلام سيد البشر " وكتاب " ضياء الأولياء ". وغيرها ومن نظمه في الزهد قوله:
أسير الخطايا عند بابك واقف ... له عن طريق الحق قلب مخالف
قديماً عصى عمداً وجهلا وغرّة ... ولم ينهه قلب من الله خائف
ثلاثون عاماً قد تولت كأنها ... حلوم تقضت أو بروق خواطف
وجاء المشيب المنذر المرء أنه ... إذا رحلت عنه الشبيبة تالف
فجد بالدموع الحمر حزناً وحسرة ... فدمعك يبني أن قلبك آسف
وتوفي أبو العباس عند عوده من المشرق بمدينة قوص من صعيد مصر في سنة 551 هـ (1156 م) (?).
ومنهم محمد بن يوسف بن سعادة، من أهل مرسية، وسكن شاطبة.
برع في الفقه والحديث، وأخذ عن جمهرة من أعلام عصره، منهم أبو علي الصدفي، وأبو محمد بن عتاب، وأبو بكر بن العربي وغيرهم. ثم رحل إلى المشرق، وسمع بالإسكندرية ومكة، وعاد إلى مرسية، وكان فوق براعته في علوم القرآن والتفسير، والحديث، بصيراً باللغة، شغوفاً بالتصوف مؤثرا له. ولي القضاء بمرسية، ثم شاطبة، وعرف بمقدرته ونزاهته، وكان حافظاً متقناً، ثقة، وتوفي مصروفاً عن القضاء في آخر سنة 565 هـ (?).
ونبغ في العصر المرابطي، من أئمة اللغة، أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي. وأصله من بطليوس، من غربي الأندلس، كما يدل على ذلك اسمه. ولد بها سنة 444 هـ، وسكن بلنسية، ودرس بها، وكان فضلا عن أدبه البارع، إمام عصره في النحو وعلوم اللغة، يجتمع إليه الناس من كل فج، ليقرأوا عليه، وليقتبسوا من غزير علمه، وكان حجة ثقة ضابطاً. وله عدة مؤلفات قيمة، اشتهر منها بالأخص شرحه لكتاب " سقط الزند " (?) لأبى العلاء المعري، وهو شرح يصفه ابن خلكان بأنه أجود من شرح أبى العلاء صاحب