عصره، وأكرم وفادته، وقدر علمه وأدبه. وكان الحجاري أديباً كبيراً وشاعراً مطبوعاً، وكان يشتهر بنظمه في كل بلد نزل فيه. ثم غادر قلعة يحصب، وقصد إلى المستنصر بن هود بروطة، ومدحه، وسار معه في بعض وقائعه مع البشكنس، فوقع أسيراً ضمن الأسرى. ولما قيض له الخلاص من أسره، عاد إلى قلعة يحصب، وعاش في كنف حاميه عبد الملك بن سعيد. وأشهر آثار الحجاري كتابه " المسهب في فضائل (أو غرائب) المغرب " في ستة أجزاء. وقد ألفه تحقيقاً لرغبة ابن سعيد، وكان فيما بعد مستقى لأسرة بني سعيد في تأليف كتابها الشهير " المغرب في حلى المغرب " ومن أخصب وأقيم مصادرها، وفيه يتناول الحجاري تراجم رجال الأندلس وحوادثها منذ الفتح إلى سنة 530 هـ.

وقد نقل إلينا المتأخرون منه الكثير ولاسيما المقري في نفح الطيب، حيث ينقل منه عشرات الشذور، في مختلف المواطن. وتوفي الحجاري في سنة 550 هـ (1155 م) (?).

ومنهم أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله اللخمي المعروف بالرُّشاطي، أصله من أهل أوريولة من شرقي الأندلس، وبها ولد سنة 466 هـ. ودرس على عدة من أعلام العصر ومنهم الحافظ أبو على الصدفي. ثم انتقل إلى ألمرية، وعاش بها. ونبغ الرشاطي في الحديث والرواية والتاريخ والأنساب. وكتب كتابه الشهير " اقتباس الأنوار، والتماس الأزهار، في أنساب الصحابة ورواة الآثار ".

وأخذ عنه كثير من علماء عصره. وتوفي بألمرية شهيداً حينما دخلها النصارى في يوم 20 جمادى الأولى سنة 542 هـ (أكتوبر سنة 1147 م) (?).

ومنهم أبو عامر محمد بن أحمد بن عامر الطرطوشي السالمي، من أهل طرطوشة من أعمال الثغر الأعلى، وسكن مرسية، وكان متقدماً في فنون عديدة من الأدب والشعر والتاريخ وغيرها. وكتب عدة مؤلفات أشهرها كتابه " درر القلائد وغرر الفوائد ". وهو كتاب تاريخي جغرافي. وكتاب " السلك المنظوم والمسك المختوم ". وتوفي في سنة 559 هـ (1163 م) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015