تدليل خصيمتها النفس المطمئنة. ويختتم ابن طاهر رسالته، وهي المسماة "بالكافية " بمديح الخليفة عبد المؤمن والدعاء له، والإشادة بمآثره (?).

ومن نظمه قوله:

هجرت من الدنيا لذيذ نعيمها ... لأنك لا ترضاه إلا مخلدا

وقضيتَ شهر الصوم بالنية التي ... رقيتَ بها في رتبة القدس مصعدا

وودع عن شوق إليك مبرح ... فلو كان ذا جفن لبات مسهدا

وأما مروان بن عبد العزيز، فقد كان فقيهاً عالماً وأديباً كبيراً، وشاعراً جزلا، وكان قبل توليه إمارة بلنسية، يلي قضاءها. وقد تتبعنا فيما تقدم أطوار حياته السياسية، ثم محنته بعد أن خُلع من الإمارة، وألقى إلى ظلام السجن أعواماً طوالا. وذكر لنا ابن الأبار أنه نظم في محنته قصيدة هذا مطلعها:

يا نفس دونك فاجزعي أو فاصبري ... طلع الزمان بوجهه المتنمِّر

ولما أطلق سراحه بواسطة الوزير أبى جعفر بن عطية، وانتظم في مجلس الخليفة عبد المؤمن، نظم في حق الوزير المحسن إليه، وفي التحريض على نكبته، تلك القصيدة التي أوردناها فيما تقدم والتي مطلعها:

قل للإمام أطال الله مدته ... قولا تبين لذي لب حقائقه

ومن شعره في وصف بلنسية:

كأن بلنسية كاعب ... وملبسها السندس الأخضر

إذا جئتها سترت نفسها ... بأكمامها فهي لا تظهر

وتوفي ابن عبد العزيز بمراكش سنة 578 هـ (1182 م).

وكان من الوزراء الأدباء الشعراء، أبو جعفر بن عبد الرحمن الوقشي (?)، وزير ابن هَمُشك وكاتبه ونائبه بمدينة جيان. وكان ابن همشك حينما هزم في موقعة السبيكة بأراضي غرناطة (سنة 557 هـ)، قد فر منسحباً إلى الشرق، وطارده الموحدون، وحاصروا مدينة جيّان، وكان بها الوزير الوقّشي فامتنع بها ودافع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015