سنة 520 هـ (1126 م) وهذه هي رواية صاحب الحلل الموشية وابن عذارى (?).

ويضع ابن القطان رحلة ابن رشد إلى مراكش وبناء سورها وفقاً لنصحه في سنة 522 هـ. ويقول لنا صاحب روض القرطاس، ويتابعه ابن خلدون إن بناء أسوار مراكش كان في سنة 526 هـ (?). والرواية الأولى أرجح فيما يبدو، لأن القاضي ابن رشد توفي في أواخر سنة 520 هـ (أواخر سنة 1126 م). وحشد أمير المسلمين جموعاً غفيرة من الفعلة والصناع فتم بناء السور في نحو ثمانية أشهر. كما تم بناء الجامع ومناره. وبلغت النفقة على السور وحده سبعين ألف دينار من الذهب العين، ثم أصلح هذا السور، وأنشئت به أبراج جديدة وزيد فيه حتى شمل مقابر المدينة، وذلك في سنة 530 هـ. وبعث أمير المسلمين علي بن يوسف في الوقت نفسه، كتابه إلى الأندلس، بوجوب إنشاء الأسوار، فأرجىء النظر في ذلك حتى صرف الأمير تميم عن ولاية الأندلس وجاز إلى مراكش وهنالك توفي، وقُدِّم أبو عمر ينالة اللمتوني على غرناطة، وقدم أبو حفص عمر بن أمير المسلمين على قرطبة. وعمد ينالة إلى تعتيب غرناطة وفرض " المعتب " (إتاوة الدار) على سائر أهلها، واشتد في تحصيل المال، وأصلحت الأسوار وأكملت في أقرب وقت. ثم جاء سيل شديد فصدم الأسوار، وسقطت منها أجزاء كبيرة مما يلي باب الرملة وباب إلبيرة، وهلك كثير من الناس. وتولى أهل قرطبة إصلاح أسوارهم ورمِّها على سالف عادتهم، دون تعتيب ودون ضغط. وكذلك فعل أهل إشبيلية نحو أسوارهم، فجمعت النفقة بأيسر أمر، ودون أجحاف، وأقيمت الأسوار وأصلحت.

وتولى النظر في إصلاح أسوار ألمرية رجل من أهلها يعرف بابن العجمي، فاستعمل الحزم والرفق معاً، وأبدى الناس إقبالا على أداء الإتاوة المطلوبة، وأصلحت الأسوار وأكملت دون ضغط ولا إرهاق.

واستمر ينالة اللمتوني، والياً على غرناطة، حتى عزل عنها في جمادى الأولى سنة 522 هـ، أي بعد سنة وتسعة أشهر. وكان ظلوماً جائراً، وكان من أعمال ظلمه أن استدعى فقهاء جيّان وعلماءها إلى غرناطة، ثم قبض عليهم، وأودعهم السجن دون جريرة، وسار إلى الغزو في شرقي الأندلس، وتركهم في المطبق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015