ومنها ما يختص بالموحدين وعصرهم، وفي مقدمتها مؤلفا المهدي محمد بن تومَرت، وهما " أعز ما يطلب " و" الموطأ "، وأولهما يضم خلاصة مذهبه وتعاليمه، والثاني يضم شروحه لأحكام مذهب مالك. ويليهما كتاب " أخبار المهدي ابن تومَرت وابتداء دولة الموحدين " وهو من تصنيف أبى بكر الصنهاجي المكنى بالبيذق أحد أصحاب المهدي، وهو أهم وأقيم مصادرنا عن نشأة المهدي ونسبه وأصحابه، وحركاته الأولى، ثم غزوات خليفته عبد المؤمن.
وهناك مصدر هام آخر جدير بالذكر، وهو " رحلة التجّاني " وهي رحلة قصيرة قام بها أبو محمد عبد الله بن محمد التجّاني بين سنتي 706 و 708 هـ، في أنحاء تونس وطرابلس، وهي تتضمن طائفة كبيرة من النبذ والشذور التاريخية القيمة عن الأحداث والمعارك التي وقعت في أنحاء إفريقية وبلاد الجريد، بين بني غانية والموحدين، وهي من أدق وأوفى الروايات التي انتهت إلينا عن هذه الفترة.
وكذلك رحلة ابن جُبير الأندلسي، ففيها إشارات ونبذ هامة، تتعلق
بالموحدين؛ أما عن المصادر الجغرافية المتعلقة بالمغرب والأندلس، فلدينا ثلاثة من أهمها وأقيمها، هي كتاب " المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب "، المستخرج من كتاب " المسالك والممالك " (لأبي عبيد البكري)، و " وصف المغرب وأرض السودان ومصر والأندلس " المستخرج من كتاب " نزهة المشتاق " للإدريسي وكتاب " الإستبصار" (لمؤلف مجهول) وهو أحدثها من الناحية التاريخية.
وهذا كله إلى المصادر النصرانية من لاتينية وقشتالية وغيرها، معاصرة أو محدثة، وقد ذكرت تباعاً في مواطنها، ولا داعي للتحدث عنها هنا.