حتى سقط قتيلا مع جواده وقد أثخن طعانا. وهنا ساد الخلل في الجيش الإسلامي وارتد المسلمون في كل ناحية، ولم يعاونهم على الانسحاب من تلك المعركة الهائلة سوى دخول الليل.
" وانتهز النصارى هذه الفرصة فطاردوا الجنود المنهزمة أياماً عديدة، واضطر المسلمون أثناء انسحابهم أن يحتملوا عدة هجمات، واستمر الصراع بين مناظر مروعة حتى أربونة.
" وقد وقعت هذه الهزيمة الفادحة بالمسلمين، وقتل قائدهم الشهير عبد الرحمن سنة 115 هـ. ثم أن ملك فرنسا حاصر مدينة أربونة، ولكن المسلمين دافعوا عنها بشجاعة فائقة، حتى أرغم على رفع الحصار، وارتد إلى داخل بلاده وقد أصابته خسائر كبيرة " (?).
وأورد المؤرخ كاردون من جهة أخرى في كلامه عن الموقعة، فقرة ذكر أنه نقلها عن ابن خلكان جاء فيها: "لما استولى العرب على قرقشونة خشي قارله (كارل) أن يتوغلوا في الفتح، فسار لقتالهم في الأرض الكبيرة (فرنسا) في جيش ضخم، وعلم العرب بقدومه وهم في لوذون (ليون) وأن جيشه يفوقهم بكثرة، فعولوا على الارتداد. وسار قارله حتى سهل أنيسون دون أن يلقى أحداً إذ احتجب العرب وراء الجبال وامتنعوا بها، فطوق هذه الجبال دون أن يدري العرب، ثم قاتلهم حتى هلك عدد عظيم منهم، وفر الباقون إلى أربونة. فحاصر قارلة أربونة مدة، ولم يستطيع فتحها فارتد إلى أراضيه، وأنشأ قلعة وادي رذونة (الرون)، ووضع فيها حامية قوية لتكون حداً بينه وبين العرب " (?).
ونعود بعد ذلك إلى الرواية الإسلامية فنقول إن المؤرخين المسلمين يمرون على حوادث هذه الموقعة الشهيرة إما بالصمت أو الإشارة الموجزة. ويجب أن نذكر بادىء بدء أن موقعة تور، تعرف في التاريخ الإسلامي بواقعة البلاط أو بلاط