يقول أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! احملني)، أي: جهّزني للقتال بفرس ودرع وغير ذلك، (فإنه قد أُبدع بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أجد ما أحملكم عليه، فأت فلاناً)، يعني: اذهب إلى فلان فإنه صاحب مال وخيل وغير ذلك، (فأتاه فحمله)، أي: قضى له وطره وحاجته، (فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره)، أي: بأنه قد حمله فلان، (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الدال على الخير كفاعله)، أي: في الأجر.
وما أعظم ما يدل عليه العالم! فهو يدل الأمة كلها على سبيل الله عز وجل، وعلى طريق الهداية، ويحذرهم طريق الغواية والضلال، ولا شك أن العالم هو أحسن من يدل على الخير، و (الدال على الخير كفاعله)، وفي رواية بزيادة: (والدال على الشر كفاعله).
وهذا من باب المقابلة.