كان خبر هذا الفتى يترامى إليّ، وأسمع أنه قد نبغ، وأنّ قميص [1] فضله قد سبغ، وهو في ريعان صباه سبق القاضي حيدرا [2] أباه. فكنت أقترح على الأيام أن تكحلني بطلعته فأقف على صبغته، كما وقفت على صنعته.
حتى اتّفق حصولي بالريّ في ديوان الرسائل بها. فكنت أنتظر أنه إذا سمع بي قصدني [3] إمّا مفيدا أو [4] مستفيدا. فلما تراخى عني وتنفّست على [5] استبطائي إيّاه مدّة مديدة قلت في نفسي: لعلّ له عذرا وأنت تلوم. وتعرّفت خبره. (فزعموا أنّه) [6] صاحب غراس «2» منذ أسبوع يكاد تنفجر عليه (عين الفضل بينبوع [7] ) [8] . فكتبت إليه أعوده:
عجّل الله برء إسماعيلا ... وجلاه [9] الشّفاء عضبا» ثقيلا
(خفيف)