لفظته الغربة إلى خراسان، فأقام ببلادها، ورمت به الموصل، وهو من أفلاد أكبادها. وهو صديقي الصدوق منذ سنين. وقد وجدته في أنواع العلوم من المحسنين، ولم أر من [3] ذوي الفنون مثله على أنّ الدّهر قد بخس حظّه [4] ، وظلم فضله. وقد أهدى إليّ من نتائج خاطره [5] هذه القصيدة النظامية، فألحقت منها بهذا الكتاب ما كان من شرطه، وذلك قوله فيها:
وهل تركت فيّ الحوادث منّة «1» [6] ... بها أستميل الخلّ أو أستزيده
(طويل)
وأيسر خطب عاق عزمي عن [7] الصّبا ... مشيب تداعت في العذار وفوده
إذا لم يكن عقل الفتى وازعا له ... فكلّ يد من كلّ خود تقوده