لم يخلس ثغامه «1» ، وما أكثر ما أتلهّف على ما فاتني من جمال أيّامه [1] ، فأستقيم وأنحني، وأذكر أيام الحمى، ثمّ أنثني «2» . وقد كان ارتبط لمنادمته نفرا من الفضلاء، لو بعثرت خراسان لم تجد لواحد منهم نظيرا. وما زال في ربيع زمانه غضّ الفضل نضيرا حتى انتبه [له الدهر] [2] الوسنان، وتعاون في إراقة دمه السيف والسنان [3] . واتفق أني كنت معه في قرية سداسير «3» يوم تمحّص ذنبه، واضطجع جنبه، وذلك في رجب سنة خمس وثلاثين وأربعمائة «4» ، فرأيت هنالك [4] أفواها إلى التقامه غراثا «5» ، وشاهدت ما لو احتلمت به لحسبته [5] أضغاثا [6] . فمما أنشدني لنفسه من شعره قوله في محنته [7] :