«فلما تبسّم ثغر الصباح، وتجلّى السّحر في غرر منه وأوضاح؛ أمرنا بعض الغلمان الدارية «1» بالعبور فعبروا دجلة، وهي طاغية العباب، مصندلة «2» الماء، مفضّضة الحباب. ورسمنا للرماة رشق من يرفع من السور رأسه، وللرجّالة أن ينقبوا أساسه، وشرف المدينة بالأسنّة والنصول متبلّجة [1] ، وفي جنن الحديد متبرّجة. والسهام تقع فتطير، حيث لا يتوقّع من سويداء [2] قلب [3] ، وسواد عين [4] وثغر نحر [5] ، ومحلّ فكر [6] » .

فصل: «ووقع الفراغ من عقد الجسر في مدة قصيرة، وأيام يسيرة.

وعبر عليه الرجل والخيل، وحلّ بالأعداء الثّبور «3» والويل، وقامت الحرب مع المخاذيل على ساق، واستتبّ أسباب الظفر أحسن اتّساق. والسهام تقع عليهم وقوع المطر من الغيم، والزانات «4» تنساب إليهم في الهواء أنسياب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015