732 - إن المؤمن يُضرَب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير.
733 - إن الملائكة قالت: «يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟»، رُوِيَ عن نافع قال: سافرت مع ابن عمر، فلما كان آخر الليل قال: «يا نافع طلعت الحمراء؟»، قلت: «لا» (مرتين أو ثلاثة)، ثم قلت: «قد طلعت»، قال: «لا مرحبًا بها وأهلًا»، قلت: «سبحان الله، نجم سامع مطيع؟»، قال: «ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن الملائكة قالت: «يا رب كيف صبرك على بني آدم في الخطايا والذنوب؟»، قال: «إني ابتليْتُهم وعافَيْتُكم»، قالوا: «لو كنا مكانهم ما عصيناك»، قال: «فاختاروا ملَكيْن منكم»، فلم يألوا أن يختاروا، فاختاروا هاروت وماروت، فنزلا، فألقَى الله تعالى عليهما الشَبَق، قلت: ... «وما الشبق؟»، قال: «الشهوة»، قال: «فنزلا، فجاءت امرأة يُقَال لها الزهرة، فوقعت في قلوبهما، فجعل كل واحد منهما يُخْفِي عن صاحبه ما في نفسه، فرجع إليها، ثم جاء الآخر، فقال: «هل وقع في نفسك ما وقع في قلبي؟»، قال: «نعم»، فطلباها نفسها، فقالت: «لا أمكنكما حتى تُعْلِماني الاسم الذي تعرجان به إلى السماء وتهبطان»، فأبَيَا، ثم سألاها أيضا فأبَتْ، ففعلا فلما استطيرت طمسها الله كوكبًا وقطع أجنحتها، ثم سألا التوبة من ربهما، فخَيَّرَهما، فقال: «إن شِئْتُما ردَدْتُكم إلى ما كنتما عليه، فإذا كان يوم القيامة عذَّبْتُكما، وإن شئتما عذَّبْتُكما في الدنيا فإذا كان يوم القيامة ردَدْتُكما إلى ما كنتما عليه»، فقال أحدهما لصاحبه: «إن عذاب الدنيا ينقطع ويزول، فاختارا عذاب الدنيا على الآخرة، فأوحى الله إليهما أن ائتيا بابل، فانطلقا إلى بابل فخسف بهما، فهما منكوسان بين السماء والأرض معذبان إلى يوم القيامة» (?).