8 - «الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب».
وليس معنى ذلك جواز الموسيقى أو الغناء المصحوب بموسيقى؛ فإن من أوضح الأدلة على تحريمهما قولُ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ، وَالمَعَازِفَ» (رواه البخاري) (?).
ليس معنى عدم صحة دلالة الحديث الضعيف أو الموضوع على شيء ما أن نفهم منه عدم دلالته على غيره، فمثلًا: حديث: «خمس تفطر الصائم وتنقض الوضوء: الكذب، والغيبة، والنميمة، والنظر بالشهوة، واليمين الفاجرة» لا يصح، وليس معنى أن هذه الأشياء لا تفطر الصائم أو تنقض الوضوء أنها ليست في ذاتها حرام، أو أنها لا تؤثر على ثواب الصائم.
قد يحتوي الحديث الضعيف على جزء من حديث صحيح، وليس معنى ذلك أن ذلك الجزء غير صحيح، ومن الأمثلة على ذلك حديث: «أكرموا العلماء؛ فإنهم ورثة الأنبياء فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله». حديث لا يصح، ولكن صحَّ أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَه أَخَذَ بِحَظٍّ وافر» (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
التنبيه السادس: أحيانًا تجد في الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة بعض الأدعية أو الأذكار المطلقة - غير المحددة بزمان أو بمكان أو بحال - كدعاء: «اللهم