ويقظان: إذا كان فيه معرفة وفطنة اهـ. (من أهلها) أي: الدنيا (هم العباد) وأعلاهم فيها أرباب العرفان با (وأعقل الناس فيها هم الزهاد) قال الدميري في «منظومة رموز الكنوز» :

وأكيس الناس وأعقل الورى

هم الذين زهدوا فيما ترى

إذ نبذوا الدنيا لعلمهم بها

ورغبوا في أختها لقربها

(قال الله تعالى) : مبيناً حال الدنيا في زوالها وسرعة تحولها وانتقالها {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به} أي اختلط بسبب المطر {نبات الأرض} واشتبك بعضه في بعض. ومحل {مما يأكل الناس والأنعام} حال من نبات أو صفة له {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} زينتها وحسنها وظهر الزهري {وازينت} بالزهر والنبات. وقرىء {وأزينت} مخففة «وازيانت» كابياضت {وظن أهلها أنهم قادرون عليها} متمكنون من تحصيل ثمارها {أتاها أمرنا} قضاؤنا {ليلاً أو نهاراً} أي في أحدهما {فجعلناها} أي فجعلنا زرعها {حصيداً} أي محصوداً {كأن لم تغن} لم تقم {بالأمس} بالزمان الماضي لا اليوم الذي قبل يومك فقط، وقرىء «يغن» بالتحتية ذكره الكواشي في «التفسير الصغير» {كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون} .

قال البيضاوي: الآية في الأصل العلامة الظاهرة، وتقال للمصنوعات من حيث إنها تدل على وجود الصانع وعلمه وقدرته، ولكل طائفة من كلمات القرآن المتميزة عن غيرها بفصل، واشتقاقها من أي لأنها تبين أياً من أي، أو من أوى إليه وأصلها أية أو أوية كتمرة فأبدلت عينها على غير قياس، أو أيية أو أوية كرمكة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015