10788 - (وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع النبيّ ذات ليلة) أي في ليلة وأتى بذات، لبيان أن المراد حقيقة الليلة لا أنها أريد منها مطلق الزمان مجازاً (في مسير) بفتح المهملة وكسر المهملة وسكون التحتية وذلك في غزوة تبوك (فقال لي أمعك ماء) يحتمل أن يكون مبتدأ مؤخراً ويحتمل كونه فاعلاً للظرف لاعتماده على الاستفهام (فقلت: نعم، فنزل عن راحلته) ، أي مركبه الذي كان راكباً عليه من الإبل وهي ناقته المعروفة بالقصوى وبالعضباء كما قدمت ذلك (فمشى حتى توارى) أي غاب سواده عن رؤية البصر (في سواد الليل) لزيادة الدخول في البعد، فيستحب لمن خرج لقضاء الحاجة في الصحراء الإبعاد عن الحاضرين، وهو إلى أن يغيب سواده عنهم أو إلى أن يأمن على نفسه (ثم جاء فأفرغت عليه) فيه الاستعانة بالصبّ على المتطهر وفعلها لبيان الجواز وإلا فالأفضل تركها (من الإداوة) بكسر الهمزة وبالدال المهملة المطهرة وجمعها أداوى (فغسل وجهه وعليه) أي النبي (جبة) بضم الجيم وتشديد الموحدة جمعها جبب: صنف معروف من اللباس (من صوف فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها) لضيق كمها (حتى أخرجهما) أي الذراعين (من أسفل الجبة فغسل ذراعيه) إلى المرفقين (ومسح برأسه) الباء فيه للتبعيض (ثم أهويت) أي مددت يدي إلى خفيه (لأنزع خفيه فقال: دعهما) أي اتركهما في ملبوسهما وهما القدمان (فإني أدخلتهما) أي القدمين المدلول عليهما بالخفين (طاهرتين) وما كان كذلك يجوز مسح خفيه عوضاً عن غسله، ويجوز عوض ضمير المثنى إلى الخفين فيكون فيه قلب كقول العرب: أدخلت القلنسوة رأسي، ويقرب هذا قوله (ومسح عليهما) فإن المسح على الخفين (متفق عليه) أخرجاه في الطهارة، وفيه قصة صلاة النبي وراء عبد الرحمن بن عوف وقد تقدم ذلك، وروى الحديث أبو داود ولم يذكر قصة ابن عوف والنسائي وابن ماجه.

(وفي رواية: وعليه جبة شامية) لا تخالف ما جاء في أخرى أنهاجبة رومية، لأن الشام حينئذ كانت مقر الروم فصح كلا الأمرين (ضيقة الكمين) فلذا لم يتمكن من إخراج يديه منهما.

(وفي رواية) لهما (أن هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015