وقوله: "أو مكسورتين" راجع إلى قوله: "ويا" ففي كلامه لف ونشر مرتب، وقوله: "أولا" نعت لـ"همزا" أي همزا سابقا، وقوله: "واوا" على حذف النعت أي واوا حمراء، وحذفه لدلالة ما بعده عليه، والباء في قوله: "بالضم" بمعنى "مع"، ثم قال:

وكل ما وجدته من نبر ... من غير صورة فضع في السطر

ذكر في هذا البيت محل وضع الهمز الذي لا صورة له في المصحف، فأمر بأن يوضع في السطر كل ما وجد من نبر لا صورة له أي لم يصور في المصحف العثماني بالألف، ولا بالواو ولا بالياء، والنبر عند سيبويه، والجمهور مرادف للهمز كان محققا، أو مخففا وهو الذي عند الناظم، وقال الخليل: النبر خاص بالهمز المخفف، ولا فرق في وضع الهمز في السطر إذا لم تكن له صورة بين أن يكون أولا نحو: {آسِنٍ} 1 أو وسطا نحو: {شَطْأَهُ} 2 أو آخرا نحو: {مِلءُ} 3، ولا يبين أن يكون محققا كما مثلنا، أو مبدلا حرفا محركا نحو: {هَؤُلاءِ آلِهَةً} 4، أو مسهلا بين بين نحو: {أَإِلَهٌ} 5 على المختار المعمول به.

ولا فرق أيضا بين جعل الهمزة نقطة كما عند نقاط المصاحف، وبين جعلها عينا كما عند النحاة والكتاب، وإذا لم تكن هناك مطة كـ {مِلءُ} 6 و {أَإِلَهٌ} 7، فلا إشكال في وضع الهمز في بياض السطر، وأما إن كان هناك مطة كـ {شَطْأَهُ} 8، فصرح أبو داود بأن الهمزة تكون متصلة بالمطة من غير أن تقطعها، وهو الصواب المعمول به، وقول الناظم: "وكل" بالنصب مفعول بـ "ضع"، والفاء زائدة و"من" في قوله: "من غير" بمعنى الباء، ثم قال:

وما بشكل فوقه ما يفتح ... مع ساكن وما بكسر يوضع

من تحت والمضموم فوقه ألف ... لكنه بوسط من الألف

تعرض في هذين البيتين إلى محل وضع الهمز الذي له صورة، وهي التي عبر عنها هنا بالشكل، فلفظ الشكل عند الناظم مشترك بين الحركة، وبين صورة الهمز التي هي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015