وأما "كبائر" ففي "الشورى": {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشِ} 1 ومثله في "النجم"، وقد قرأهما حمزة والكسائي بكسر الباء بعدها ياء ساكنة من غير ألف ولا همز، وخرج بقيد الترجمة ما قبلها وهو: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} 2. فإن ألفه ثابتة وقد قدمنا أن العمل في: "ولا كذابا" على الحذف.
ثم قال:
. . . . . . . . . . . ... وابن نجاح واعيه بصائر
كذا المناجاة له وقد وقعت ... وخلف ريحان له في وقعت
أخبر عن ابن نجاح، وهو أبو داود بحذف ألف: "واعيه"، و"بصائر"، وما تصرف من مادة المناجاة، وبالخلاف له في حذف ألف: "ريحان"، الواقع في سورة "الواقعة".
أما "واعيه"، ففي "الحاقة": {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} 3 لا غير.
وأما "بصائر" ففي "الجاثية": {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً} 4.
وخرج بقيد الترجمة الواقع قبلها فإن ألفه ثابتة كالواقع في "الأعراف"، وهو: {هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ} 5.
وفي القصص: {بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} 6.
وأما المتصرف من مادة المناجاة، فلم يوجد منه في القرآن إلا الأفعال وذلك في سورة "المجادلة": {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} 7، {إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} 8، {وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى} 9، {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُول} 10. وقد قرأ حمزة الأول بتقديم النون على التاء، وبإسكان النون وضم الجيم من عند ألف: كـ"ينتهون".