ثم قال:
شهادة فعل الجهاد غافل ... ثم مناسككم والباطل
وضمن الداني منه المقنعا ... وباطل من قبل ما كانوا معا
أخبر في البيت الأول عن أبي داود بحذف ألف: "شهادة"، وألف الأفعال المتصرفة من لفظ "الجهاد"، وألف: "غافل"، و"مناسككم"، و"الباطل".
أما "شهادة" ففي "البقرة": {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً} 1 {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَة} 2، وهو متعدد فيها وفيما بعدها كما مثل، ونحو: {لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا} 3.
وأما أفعال "الجهاد" ففي "البقرة": {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} 4، ووقع ماضيًا ومضارعًا، وأمرا مجردا من الضمير البارز ومتصلا به نحو: {وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} 5 {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} 6 {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} 7 {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} 8.
وأثبتوا الألف في كلمة "هاجروا" حيث وقعت كما ذكره في "التنزيل"، وأما "غافل" في البقرة. {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، أَفَتَطْمَعُونَ} 9، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا} 10، وهذا بناء على أن التنوع يكون بتنوين المنصوب.
وأما "مناسككم" ففي "البقرة": {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} 11، ولا يندرج فيه "مناسكا"، وألفه ثابتة.
وأما "الباطل" ففي "البقرة": {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِل} 12، وهو متعدد فيها وفيما بعدها ومنوع نحو: {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا} 13.