مشهور, وقُتلَ الزّبير بوادي السّباع بقرب البصرة منصرفاً تاركاً للقتال, وكذلك طلحة، اعتزل النّاس تاركاَ للقتال, فأصابه سهم، فقتله, وقد ثبت أنّ من قُتل ظلماً فهو شهيدٌ". (?)

وقد بشّر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر بالشهادة مرة أخرى حين رآه يلبس ثوباً أبيضَ فقال له: ((أجديدٌ ثُوبُك أم غسيل؟)) قال: لا، بل غسيلٌ. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اِلبس جديداً، وعِش حميداً، ومُت شهيداً)). (?)

وكان كما قال عليه الصلاة والسلام، فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو قائم يصلي الصبح إماماً بالمسلمين في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ثلاث وعشرين للهجرة النبوية، ليكون مقتله - رضي الله عنه - مصداقاً لنبوءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلامةً من علامات نبوته ورسالته.

وأما ثاني الشهداء، أمير المؤمنين المظلوم عثمان بن عفان، فقد بشّره النبي - صلى الله عليه وسلم - بشهادته، وأنبأه أنها ستكون في فتنة طلب منه أن يصبر عليها، وذلك لما جلس أبو موسى الأشعري مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على بئر أريس في حائط من حيطان المدينة.

يقول أبو موسى: فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمانُ بن عفان. فقلتُ: على رِسْلك، فجئتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: ((ائذن له، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)).

يقول أبو موسى: فجئتُه، فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة على بلوى تصيبُك. (?)

وفي رواية أن عثمان (حمِد الله، ثم قال: اللهُ المستعان). (?) أي حمِد الله على بشارة النبي له بالجنة، وطلب من الله العون على بلائه حين تصيبه الشهادة.

وثالث المبشرين بالجنة في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ أو صديق أو شهيد)). (?) هو علي - رضي الله عنه -، أبو السِّبْطين، وقد أنبأه رسول الله في حديث آخر بأن الأشقى [أي ابن ملجِم] سيقتله بضربة في صِدْغَيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015