إذا ذكر ابنا العنبريّة لم تضق ... ذراعي، وألقى باسته من أفاخر
هلالان، حمّالان في كلّ شتوة ... من الثقل ما لا تستطيع الأباعر (?)
«حمّالان»، خبر ثان، وليس بصفة، كما يكون لو قلت مثلا: «رجلان حمّالان».
وممّا اعتيد فيه أن يجيء خبرا قد بني على مبتدأ محذوف، قولهم بعد أن يذكروا الرجل: «فتى من صفته كذا»، و «أغرّ من صفته كيت وكيت».
كقوله: [من الطويل]
ألا لا فتى بعد ابن ناشرة الفتى ... ولا عرف إلا قد تولّى وأدبرا
فتى حنظليّ ما تزال ركابه ... تجرد بمعروف وتنكر منكرا (?)
وقوله: [من الطويل]
سأشكر عمرا إن تراخت منيّتي ... أيادي لم تمنن، وإن هي جلّت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه، ... ولا مظهر الشّكوى إذا النّعل زلّت (?)
ومن ذلك قول جميل: [من البسيط]
وهل بثينة، يا للناس، قاضيتي ... ديني؟ وفاعلة خيرا فأجزيها؟
ترنو بعيني مهاة أقصدت بهما ... قلبي عشيّة ترميني وأرميها
هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة، ... ريّا العظام، بلا عيب يرى فيها
من الأوانس مكسال، مبتّلة ... خود، غذاها بلين العيش غاذيها (?)