بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ.
تَقَدَّمَ وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ [69 \ 36] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ الْآيَةَ [88 \ 12] .
ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الْجَنَّةَ فِيهَا عَيْنٌ وَاحِدَةٌ، وَقَدْ جَاءَتْ آيَاتٌ أُخَرُ تَدُلُّ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [15 \ 45] .
وَالْجَوَابُ هُوَ مَا تَقَدَّمَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ قَوْلِهِ: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [54 \ 54] ، مَعَ قَوْلِهِ: فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ الْآيَةَ [47 \ 15] .
فَالْمُرَادُ بِالْعَيْنِ الْعُيُونُ، كَمَا تَقَدَّمَ نَظِيرُهُ فِي سُورَةِ «الْبَقَرَةِ» وَغَيْرِهَا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا.
يُوهِمُ أَنَّهُ مَلَكٌ وَاحِدٌ، وَقَوْلُهُ «صَفًّا صَفًّا» : يَقْتَضِي أَنَّهُ غَيْرُ مَلَكٍ وَاحِدٍ بَلْ صُفُوفٌ مِنْ جَمَاعَاتِ الْمَلَائِكَةِ.
وَالْجَوَابُ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: «وَالْمَلَكُ» ، مَعْنَاهُ: وَالْمَلَائِكَةُ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا [69 \ 17] ، وَتَقَدَّمَ بَيَانُهُ بِشَوَاهِدِهِ الْعَرَبِيَّةِ فِي سُورَةِ «الْبَقَرَةِ» ، فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ الْآيَةَ [2 \ 29] .