أن أقولها، ولكن الاعتراف بالحق فضيلة.
[9] إن بعض الباحثين في السنة والأحاديث من المسلمين كَدَعِيِّ العلم محمود أبي رية قد تابعوا المستشرقين في كل ما قالوا حذو النعل بالنعل بل وحاولوا أن يزخرفوا كلامهم ويقربوه إلى القراء، وأسرفوا في إلباس كلامهم ثوب الحق، وبذلك كانوا كلابس ثوبي زور (?).
وقد أسف هذا الدَّعِيُّ إسفافًا بلغ حد السباب والفحش في القول في تناوله للصحابي الجليل أبي هريرة - رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ -.
وفي الحق أن المستشرق اليهودي جولدتسيهر، في نقده لهذا الصحابي الجليل كان أعف منه في النقد، وآدب منه في القول، ولم يسف إسفاف أبي رية وقد عرضت لبيان ذلك في أثناء هذا الكتاب، وفي كتابي " دفاع عن السنة " (?).
[10] إن بعض الباحثين المسلمين الذي كتبوا في الحياة العقلية عند المسلمين وفي تاريخ العلوم الإسلامية ونشأتها وتطورها قد تابعوا المستشرقين في كثير مما كتبوا، وخالفوهم في بعض ما قالوا وناقشوهم مناقشة جادة نافعة وذلك كما فعل الأستاذ أحمد أمين في كتبه: " فجر الإسلام " و " ضحاه " وبذلك خلطوا في كتاباتهم عملاً صالحًا، وآخر سيئًا، وقد وصل إلى مرتبة العمادة في كلية الآداب إحدى كليات الجامعة المصرية، أو إن شئت فقل جامعة القاهرة، وقد أخذ شهرة واسعة في البلاد الإسلامية والعربية وكنا نحب من أحمد أمين وأمثاله أن يربأوا بأنفسهم عن الأخذ عن المستشرقين وأن يدرسوا كتب الأحاديث والسنن كما درسنا، ولو أنهم فعلوا لوصلوا إلى ما وصلنا إليه من أن السنة قد قامت على أساس ثابت مستقر وأن الكثرة الكاثرة من الأحاديث تضرب في القدم إلى عهد النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأن الله قيض لهذه السنن والأحاديث من الأئمة العدول الضابطين من حملها عن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهم