بالعقيدة الصحيحة أو فيه ما يخل بالعصمة.
ولكن ليس معنى هذا أنهم يَرْوُونَ وَلاَ يُبَيِّنُونَ درجة ما يرون من الصحة أو الحس أو الضعف، أو الوضع كَلاَّ وَحَاشَا، إنهم يَرْوُونَ وَيُبَيِّنُونَ، أو يبين ذلك غيرهم من العلماء المحدثين فقد أجمع العلماء المحدثون وغيرهم على أن الحديث الموضوع لا يروى إلا مقترنًا ببيان وضعه، وإلا كان راويه العارف آثِمًا غاية الإثم.
" حديث موضوع بإجماع أهل العلم ":
ومما ينبغي أن يعلم أن الحديث الذي ذكره في أثناء كلامه وهو:
«أَهْدَيْتُ لِلْعُزَّى شَاةً عَفْرَاءَ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي» وجعل مرجعه فيه كتاب " الأصنام " للكلبي: ص 19 " حديث مختلق موضوع بإجماع أهل العلم بالحديث.
وهو يحمل في ثناياه دليل وضعه، فقد كانت حياته - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبل البعثة فَضْلاً عما بعدها أمثل حياة عرفتها الدنيا: عقيدة وشريعة، وَعِلْمًا، وَعَمَلاً، وأخلاقًا وسلوكًا، هذا إلى قيام الأدلة العقلية والنقلية على استحالة ذلك، وقد ذكر هذا الحديث المزعوم المختلق " درمنغم " (*) في كتابه: " حياة محمد " (?) وهو تصديق لما ذكرت من أنهم يصححون الضعيف والموضوع ما دام ذلك يصادف هوى في نفوسهم ومثل ذلك ما روى زُورًا وَكَذِبًا أن النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد تمسح بالصفراء (?) وقد أخطأ محمد حسين هيكل خطأ بَيِّنًا حينما أورد ذلك في كتابه: " حياة محمد ".
ومثل ذلك ما روى كَذِبًا وَزُورًا " أنه - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يشهد مع المشركين مشاهدهم فهذه وأمثالها من البلايا والطامات التي اشتملت عليها بعض الكتب التي لا يعتمد عليها في الرماية، وجاء بعض المستشرقين والذين تابعوهم من الكتاب المسلمين فنقلوها في كتبهم من غير تمحيص، وتحقيق.
وما بغض إلى النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيء ما بغض إليه عبادة الأصنام حتى التمسح بها