(واعلم أن زيارة مسجده وقبره صلى الله عليه وسلم من أعظم القربات إلى الله عز وجل أجمع على ذلك جماهير المسلمين في كل عصر إلى يومنا هذا لم يخالف في ذلك إلا ابن تيمية غفر الله له فقد ذهب إلى أن زيارة قبره غير مشروعة)

ثم استدل على الإجماع المذكور بوجوه أربعة منها رواية ابن عساكر ثم قال: (فاعلم أنه لا وجه لما انفرد به ابن تيمية C من دفعه هذه الأوجه في غير دافع والقول بأن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم غير مشروع)

قلت: وهذا كذب وافتراء عظيم من هذا الدعي على شيخ الإسلام C تعالى فكتبه وفتاويه طافحة مصرحة بمشروعية زيارة قبور المسلمين عامة وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم خاصة كما يعلم ذلك كل من اطلع على شيء من كتب الشيخ ودرسها ومن ذلك كتابه (الرد على الأخنائي) وهو من المعاصرين للشيخ الذين ردوا عليه بظلم مقرونا بالافتراء عليه ومن ذلك التهمة التي تلقفها البوطي عنه أو عن أمثاله من المفترين الكذابين دون أن يرجع إلى بعض كتب الشيخ ليتبين حقيقة الأمر فقد قال الشيخ C في أول (الرد على الأخنائي) بعد أن ذكر فريته المذكورة عليه: (والمجيب (يعني نفسه) قد عرفت كتبه وفتاويه مشحونة باستحباب زيارة القبور وفي جميع مناسكه يذكر استحباب زيارة قبور أهل البقيع وشهداء أحد ويذكر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل مسجده والأدب في ذلك)

وقال في أول كتابه (الجواب الباهر في زوار المقابر) (ص 14) : (قد ذكرت فيما كتبت من المناسك أن السفر إلى مسجده وزيارة قبره كما يذكره أئمة المسلمين في مناسك الحج عمل صالح مستحب وذكرت السنة في ذلك وكيف يسلم عليه فهل يستقبل الحجرة أم القبلة على قولين. . .)

وقد شرح هذا ابن عبد الهادي في رده على السبكي فليراجعه من شاء الزيادة فماذا يقول القائل في الدكتور البوطي وفريته هذه؟ هل لم يطلع على

[100]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015