دعوي الاصلاح (صفحة 16)

في ذلك مثل من يداوي شخصاً فيه علتين واحدة بسيطة مثل الزكام ونحوه والثانية سرطان أو ما يشبهه فجعل همته في معالجة الزكام وقد يبرأ المصاب من ذلك ولكن ترك الداء العضال على حاله بل زاده حيث لا هو أخبره أن به داء خطيراً ولا هو يدعه لو أراد الشفاء والعافية بالتخلص من دائه. فتأمل هذا فهو مطابق للحال الواقعة، وقل له: هل تقول لله يوم القيامة: لا أقدر على العلم الذي أعبدك به إلا هكذا؟ هذا كذب.

وهل تقول: ما أستطيع أطلب الرزق إلا هكذا؟ هذا كذب، فأنت محجوج بحال الآخرين حيث يسّر الله لهم علماً ورزقاً وكثير منهم أحسن حالاً منك وممن على نحلتك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015