مِن الحكمة والاتّباع أن يراعي الداعية مبدأ التدرج في الدعوة إلى السنّة؛ فلقد استقر في المنهج الشرعي النظرُ إلى المقاصد والغايات ورعايتها؛ ومما يوصِلُ إلى تحقيق الغايات والمقاصد الأخذ بسنّة التدرج؛ لئلا تُثْمِرَ الخطوة نتائجَ عكسيّة غير مرغوبٍ فيها؛ وتطبيقاً لهذا المعنى ينبغي أن يكون معلوماً لدى الداعية أنّ تحصيل الأصول مقدَّمٌ على تحصيل الفروع، ولا ما نع مِن تحصيل شيءٍ مِن الفروع قبل الأصول، إذا كانت في الطريق، ولم يكن ذلك على حساب تحصيل الأصول، أمّا إذا كان تحصيل الفروع على حساب الأصول فإن الحكمة، وإنّ مراعاة سنّة التدرج تقتضي تأجيل هذا المقصد إلى وقته المناسب.