الإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم قولاً عامّاً في الرفق وعاقبته، فقال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه" 1. فأراد النبي صلى الله عليه وسلم هذا العموم "لا يكون في شيء ... ولا ينزع من شيء"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" 2. فلا يستطيع أحد، بعد هذا البيان النبوي الواضح، أن يُخْرِج الدعوة من هذا الحكم العام.

والرفق المشروع في الدعوة إلى الله تعالى فرعٌ من فروع السماحة، ومَظْهَرٌ من مظاهرها، ودليل على التخلُّقِ بها.

وليس من الرفق تجاهل ظروف الناس وأعذارهم.

وليس من الرفق العجلة المذمومة.

وليس من الرفق عدم مراعاة سنّة التدرج في الدعوة والبيان والتعليم المتآخية مع سنة الله في الخَلْق.

وليس من الرفق الفُحْشُ والبذاء.

وليس من الرفق والسماحة العدول عن هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بصفة عامة.

وليس من الرفق والسماحة مُجَانَبَةُ هدْي النبي صلى الله عليه وسلم في أنه ما خُيّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.

إنه لا يَصحّ أن ندعو إلى السنّة بما ينافي طبيعتها وطبيعة هذا الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015